تم اكتشاف السيلينيوم في عام 1817 بواسطة يونس جاكوب بيرزيليوس. ولاحظ بشكل خاص التشابه بين العنصر الجديد والتيلوريوم المعروف سابقًا. السيلينيوم هو عنصر نزر أساسي بتركيز 0.1 جزء في المليون في الوجبات الغذائية. وهو جزء نشط بيولوجيًا من عدد من البروتينات المهمة، وخاصة الإنزيمات المشاركة في آليات الدفاع المضادة للأكسدة، واستقلاب هرمون الغدة الدرقية، والتحكم في تفاعلات الأكسدة والاختزال داخل الخلايا. في البشر والحيوانات، يلعب السيلينيوم دورًا في حماية الأنسجة من التلف التأكسدي كأحد مكونات إنزيم الجلوتاثيون بيروكسيداز. السيلينيوم هو معدن نزر استُخدم لسنوات في المستحضرات الموضعية لخصائصه المضادة للفطريات. وقد ثبت أن للسيلينيوم تأثيرات وقائية أخرى مثل إصلاح الحمض النووي، وتقليل ارتباط المواد المسرطنة بالحمض النووي، وقمع الطفرات الجينية. في الدراسات المخبرية، ثبت أن المستحضرات الجلدية المحتوية على مركبات السيلينيوم تقلل من تلف الجلد الناجم عن الأشعة فوق البنفسجية مثل الالتهاب والتقرح والتغيرات في التصبغ. يُستخدم السيلينيوم في صناعة الزجاج الملون، والخلايا الضوئية، وأشباه الموصلات، وكموحد تيار في أجهزة الراديو والتلفزيون، وكعامل معالجة في صناعة المطاط. اكتشف كلاوس شوارتز في عام 1957 أن كميات ضئيلة من السيلينيوم في العلف تحمي الفئران التي تعاني من نقص فيتامين E من نخر الكبد الغذائي. وبعد ذلك بوقت قصير، أظهرت عدة دراسات على الحيوانات وعلم الأوبئة أن وجوده في النظام الغذائي يمكن أن يوفر تأثيرًا وقائيًا في البشر ضد العديد من الأمراض التنكسية بما في ذلك تليف الكبد والسرطان والسكري ومرض كيشان، وهو اعتلال عضلة القلب لدى الأحداث. ومع ذلك، فإن الفرق بين تأثيره المفيد والسام قريب جدًا، وبالتالي يجب مراقبة المدخول الغذائي اليومي بشكل مناسب (نافيرو-الاركون ولوبيز-مارتينيز 2000). لا يوجد تقدير دقيق لمتطلبات الإنسان الغذائية من السيلينيوم. تشير استقراء بيانات الحيوانات إلى البشر إلى أن المتطلبات اليومية المتوسطة تتراوح بين 50 إلى 200 ميكروغرام. لونجيكر وآخرون (1991) لم يلاحظوا أي دليل على آثار ضارة للسيلينيوم على صحة الإنسان عند مستوى تناول يومي يصل إلى 724 ميكروغرام. السيلينيوم مسحوق أحمر اللون قد يتحول إلى اللون الأسود عند تعرضه للهواء. السيلينيوم سام عند الابتلاع. يُستخدم السيلينيوم في تصنيع المكونات الإلكترونية والمطاط. تجعل الطبيعة الحساسة للضوء للسيلينيوم مفيدًا في الأجهزة التي تستجيب لشدة الضوء، مثل الخلايا الضوئية، ومقاييس الضوء للكاميرات، والطباعة الجافة، والعيون الكهربائية. كما أن للسيلينيوم القدرة على إنتاج الكهرباء مباشرة من ضوء الشمس، مما يجعله مثاليًا للاستخدام في الخلايا الشمسية. يمتلك السيلينيوم خصائص أشباه الموصلات التي تجعله مفيدًا في صناعة الإلكترونيات، حيث يكون مكونًا في بعض أنواع الإلكترونيات ذات الحالة الصلبة والموحدات. كما يُستخدم في إنتاج الزجاج الأحمر والعقيق والمينا وكإضافة لتحسين جودة الفولاذ والنحاس. بالإضافة إلى ذلك، فهو عامل حفاز (لتسريع التفاعلات الكيميائية) في صناعة المطاط. السيلينيوم هو عنصر نزر أساسي لكل من النباتات والحيوانات، وهو مكمل غذائي في علف الحيوانات وكذلك للبشر.